قصة واقعيه قصتي مع فاطمة وجيونكو وكاثرين

والشكر لك للمتابعه
وها انا ساكمل بعض منها

ورد في الصحيحين وغيرهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني في المنام فقد رآني فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل صورتي"

الحمد لله رب العالمين أني أراه الآن نعم انه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامي يأمرنا أن نسوي الصف ويلتفت ليكبر ما هذا (اااه) لقد جاءني من دفعني أرضاَ لماذا ماذا فعلت رجلا كبيرا دفعني أرضا ولكن الحبيب عليه الصلاة والسلام التفت وقال له دعه انه من المحسنين الله أكبر الله أكبر الله أكبر رسول الأمة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يصفني بهذه الصفة الجميلة اللهم أطعمني والمسلمين خير هذه الصفة وأن أكون على قدر مسئوليتها قمت وصليت خلف رسول الله ثم وجدت الأمة تجلس في المسجد على شكل حلقات وجلست بجواره صلى الله عليه وسلم اللهم لا تحرمني والقارئين جميعا متعة الجلوس بجواره في الجنة ياَ رب العالمين بدأ الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في توزيع لبن وتمر للأمة والتفت لي وأعطاني أوراق هامة لا أعلم ما بها ولكنها مسئوليتي.

صحوت من النوم لم أصدق ما رأيت فأنا بالعادة لا أهتم لأحلام ولا أحاول أن أفسرها ولست بذلك الصلاح الذي يفضلني على غيري بأن أحلم حلم عظيماً مثل هذا ولكن الحمد لله رب العالمين فله سبحانه في خلقه شئون.

قال سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وليُعلم أنَّ الرؤية ليست عملاً مكتسباً يتحقق بعمل أو قراءة معينة، وإنما هي هبة من الله تعالى وليس عيباً في الإنسان ألا يرى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، أو أنَّ ذلك يدلّ على ضعف الإيمان وقلة الطاعة، وإنما العيب وضعف الإيمان والطاعة يكون في مخالفته للرسول صلى الله عليه وسلم في تنفيذ أوامره وترك نواهيه.

اللهم اجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين.

اليوم يوم الرحيل سأسافر الى أمريكا سأشتاق لأهلي لامي حفظها الله كم أحبها وكم يعمر قلبي بحبها لم أتعود على فراقها واسأل الله ألا يفرقني عنها وإخواني وأخواتي أجمعين آمين.

جلست مع أصدقائي الذين سأتركهم الان وأذهب لنتقابل في الليل ليأخذوني للمطار نعم سأشتاق إليهم فوالله انه لمن مميزات الرياض انه لا يوجد فيها مجالا للتسلية والرفاهية وراحة النفس أكثر من الأصدقاء، ماذا طبعا اعلم ووصيتكم أتفهمها أكيد لن أتحدث مع أحد عن الإسلام لكي استطيع أن ابني علاقات واحصل على الهدف من رحلتي وهو تعلم اللغة مفهوم مفهوم فمن يتحدث عن دين يخافوه ويبتعدوا عنه.


عدت الى المنزل وسمعت نفس الوصية للمرة العشرين لن أتكلم مع احد عن الإسلام لا تخافوا فانا لست بهذا القدر من الفقه والمعرفة ثم كيف لي أن أتكلم عن موضوع بلغة اجهلها واعلم جيدا أن الأوضاع في المنطقة ككل فيها من المشاكل الكثير ولن اسبب لنفسي مشاكل هناك.

جهزت نفسي وحقيبتي وجهزتني أمي حفظها الله بكل معدات الهجرة لا السفر فكل شيء معي احتاجه أو لا احتاجه ووصتني الوصايا الألف سلمت على رأسها ويدها وعانقتها وسلمت على أختي الحبيبة وإخواني حفظهم الله جميعا ولا أراني مكروها بهم، ونزلت مع أصدقائي الذين حملوا لي حقائبي وأخذوني جميعا إلى المطار وسهروا معي هناك وتناولنا طعام العشاء وودعوني فدخلت الصالة الداخلية بعد ختم جوازي وتحميل حقيبتي الضخمة وفي يدي حقيبتي الصغيرة وتأملت الوداع للحبيبة الرياض نعم لأول مرة اشعر بأني اخرج من حضن بلادي لأنني ذاهب لغربة لا أعلم متى سأعود فلم تكن نيتي الدراسة للغة فحسب بل أوصاني أخي الذي تحمل مصاريف رحلتي بالدين أن أتم هناك إلى أن احصل على الماجستير ولا أفكر في المصاريف حفظه الله لنا ولأولاده فدائما ما يتحمل مصاريفنا ورعايتنا نعم لا أعلم متى سأعود. إن اغرب ما في الرياض أن من يتعود عليها يستصعب فراقها وبرغم أني من الطائف إلا أن حبي للرياض التي عشت فيها معظم حياتي كبير جدا فكل ذكريات طفولتي وشبابي فيها.

ركبت الطائرة وانطلقت بنا فوق أرجاء الدنيا فكأني اركب بساط الريح السحري الذي يمر عبر حكايات ألف ليلة وليلى بكل الحضارات القديمة أرى صحراء المملكة الذهبية وجبالها الشامخة بالعز العربي الإسلامي وبيوت مصر العتيقة وعبق تاريخها وأنفاس شعوبها الدافئة ثم أرى حضارة أوربا ونظافتها وصفاوة صورها وجمال مناظرها الساحرة ثم لا أرى سوى اللون الأزرق في كل مكان بين المحيط والسماء ثم الأحمر عند الغروب حتى الأسود المظلم في الليل ونعود بنور الدنيا للألوان المتعددة ها نحن ذا فوق الولايات المتحدة الأمريكية ونهبط على مدرجات مطار جي اف كندي بواشنطن التي لا يعلم الا الله كيف انتقلت من صالته الدولية الى الداخلية بدون ان الفظ كلمة واحدة وكأنني أخرس فقط اري كل من اقابل تذكرتي الداخلية فيأشر لي ويتحدث بكلام كثير فأخذ اول اشارة واسير باتجاهها ثم أعاود السؤال الصامت لشخص اخرالى ان استقليت الرحلة الداخلية إلى نورث كارولينا وهناك استقبلني زوج أختي الطيب الحبيب وكأنه استقبل أخاه فقد فرح بقدومي وأخذني إلى البيت يسبحان الله على جنته في الأرض كل شيء اخضر شديد الخضار هاهي المنازل الخشبية البسيطة الجميلة التي نراها في أفلامهم دخلت على أختي التي عانقتني بشوق ولهفة فهي أخت وأم وحبيبة وابن أختي الملاك الصغير يا الله كم تعلق قلبي به وبضحكاته الجميلة البريئة اللهم قر عينا والديه به يارب العالمين ، وأخيرا استقريت.

اليوم الثاني أختي وزوجها ذهبا للجامعة مبكران ولن يعودا إلا على المغرب وابن أختي يجلس مع عائلة فلسطينية رجل طيب يعمل في محطة للبنزين وزوجته الطيبة الحنون التي كانت أم لأختي في غربتها وابنتهما الشابة الجميلة العبقرية التي منحتها الحكومة الأمريكية تصريحا بدراسة الطب في بلادهم على نفقة الحكومة الأمريكية لتفوقها وعبقريتها.

أنا جوعان وأريد أن أخرج ولكن لا أعلم إلى أين ولكنني جريء خرجت أمشي وأمشي إلى أن وصلت إلى منطقة فيها محلات ومطاعم وهنا ثاني مراحل الكوميديا التي واجهتها بعد المطار فهناك مطاعم كثيرة لا أعلمها وأخشى أن اطلب أكل يوجد به خنزير وأنا اعلم أن الخنزير بالإنجليزي ( بيج ) وهو اسم الحيوان نفسه ، يا لها من صدفة هاهو مطعم (صب وآي) المطعم المعروف هناك في المملكة بالسندويتشات الخفيفة وموظفوه الفلبينيون الذين يكاسرون معنا بلغتهم العربية الركيكة لكنهم مجبورون ان يفهمونا ( صديق أبغى واحد ساندويتش تونة ، اوكي ايش في خبز أبغى أنت ، هذا ابيض ، في سوي حار ، لا لا سوي بارد كولد ههههههه ) أنا أحب التونة سأذهب إليه دخلت وقفت أمام البائع الأمريكي الأبيض الذي لا يفهم ولا يكاسر باللغة وأنا المجبور على أن أفهم لغته، فتلعثمت يا ترى ما اسم التونة بالانجليزي يا ربي ما هذا كيف أفسر الأمر واطلب ولا توجد حتى صورة لسندويتش تونة وهو يبربر بكلام لا أفهمه ثم قلت له أعطني هذا الساندويتش وأشرت على أول وجبة في أول صورة أمامي وتوكلت على الله ثم قلت ( نو بيج ) اعني لا أريد خنزير فقال ( سمول سايز ) يعني حجم صغير فتنحت وقلت في نفسي لا اعرف كيف اطلب وجبة لأكلها ماذا سأفعل في أمريكا يا لها من مأساة فسكت وأومأت برأسي نعم، فجأة ظهر الصوت الحنون الذي اخفق قلبي الحمد لله صوت عربي شاب وسيم أشقر حسبته أمريكي واكتشفت انه من أصل فلسطيني يعمل في المحل فغمزني قائلا لا تريد الخنزير صحيح قلت انت فين يامعلم من زمان ضحك وقال ماذا تريد فشرحت له الموقف فقال عند طلب التونة اطلب تونة لأن هذا هو اسمها بالانجليزي وأما الخنزير فله ثلاثة أسماء ( بيكن ، هام ، بورك ) وأما بالنسبة للساندويتش الذي طلبته فهو ثلاثة في واحد وهو يحوي الثلاثة أنواع كاملة فاحذر في المرة القادمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذلك اليوم اكتشفت أن سكن الطلاب في نفس مبنى المدرسة فالمدرسة مكونة من ثلاثة طوابق، في الطابق الأرضي توجد قاعات التدريس والطابق الأول غرف الشباب والطابق الثاني غرف البنات، نعم الذي تفكرون فيه الآن صحيح فالسكن مختلط وأنت وضميرك. لكن بصراحة وبعد نهاية اليوم الأول الدراسي جلست في انتظار الفاتنة الستينية كي تقلني الى منزلي وفي أثناء انتظاري لها لاحظت ان الطلاب يجتمعون في فناء المدرسة الذي يتوسط مبناها على شكل جماعات ويتواعدون بين مجموعة تود الذهاب الى غرفة الحاسب الآلي ومجموعة سيخرجون سوية وأخرى يستعدون للذهاب لغرفة الألعاب الرياضية بمعنى أخر هنالك حياة مستمرة ، وأنا أنتظر للذهاب الى الأم الصامتة في المنزل المهجور، فيا له من حظ سيئ.

وهذه صورة للمدرسة والفناء او الساحة التي كنا نجتمع بها:

تم تصغير الصوره ,لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي أضغط هنا.

http://www6.0zz0.com/2008/11/25/04/352740793.jpg

جاءت الفاتنة لتقلني وصديقاي البرازيلي والياباني وكانت تتحدث مع شخص بالخارج وعندما قربت منهما لاحظت أنه عربي، نعم إنه مصري فسلمت عليه بحرارة شديدة فكأني أعرفه جيدا، وطلبت منه أن يترجم لها برغبتي بالانتقال الى السكن في مساكن الطلاب في المدرسة فالأمر ممل في ذاك المنزل المشئوم ، فوافقت وطلبت مني أن أذهب لتجهيز حقائبي لتنقلني في اليوم التالي ولكنها فوجئت بأن حقائبي كانت جاهزة بالفعل فقد كان هذا القرار يدور في رأسي من ساعة دخولي الى المنزل المرعب.

قامت مشكورة بحجز غرفة مشتركة لي مع طالب كوري وذهبنا وجلبنا الحقائب وعدنا للمدرسة ( ملاحظة في تلك الأثناء لم أكن أعلم أن السكن مختلط صدقوني فقط كنت أعلم أن السكن في نفس المدرسة فقط ).

بدأت مراحل اكتشافي للعالم الغريب الذي نجهله عن الآخرين ، نعم بكل صراحة دائما ننظر للآخرين بأنهم غريبي الأطوار (الله يشفينا، الحمد لله الذي عافانا، مقززون، أغبياء ...الخ) هذا ما نقوله نحن العرب عند احتكاكنا بالغرب والشرق (فلبيني، أندنوسي، سيرلانكي، صيني، تيواني، كوري، ...) ,حتى من نعجَبَ بهم لتقدُمهم العلمي ( أمريكي، بريطاني، فرنسي، اسبانيي ...) مقززين فنحن أنظف، منهم كفار ونحن أفضل منهم، وغيرها من الإحساسات التي نشعر بها بداخلنا وإن لم نعبر عنها.

طبعا نحن عرب مسلمون ولكن ماذا إذا كان الطرف الآخر عربي ومسلم مثلنا؟ نبدأ بالبحث عن التصنيفات، ( سعودي، مصري، عراقي، لبناني، سوري، ...) وإن كان من نفس بلادنا نصنف تصنيف أخر ( حجازي، نجدي جيزاني، حمصي، حلبي، غزاوي، خليلي، منوفي، اسكندراني، ...) وحتى ان كان من نفس المدينة والحي والحارة، نصنف تصنيفا أغرب( هذا من عائلة فلان وأنا من عائلة فلان، لا حول ولا قوة إلا بالله، لقد أعزنا الله بالإسلام ولا عزة لنا إلا به فوالذي نفسي بيده لا عزة ولا شرف لنا إلا بديننا الحنيف ولكن كيف لنا أن نعلم فهل نحن من اخترنا هذا الدين الحنيف وفهمناه وفهمنا معانيه وشعرنا بها من داخل أعماقنا أم ورثناه كميراث من أهلنا، فكون أن أبواي مسلمين ولدت مسلما.

هنا يجب أن نتوقف قليلاً كي نطرح على أنفسنا سؤال هام. هل نعلم لماذا نحن مسلمون أم أننا فقط ولدنا فوجدنا نفسنا هكذا؟ ( هذا ما عهدنا عليه آباءنا وأجدادنا ) هذا ما سنناقشه كثيرا خلال القصة.

اكرر بدأت مراحل اكتشافي للعالم الغريب الذي نجهله عن الآخرين . فلقد فوجئت بالشاب الكوري الذي سأسكن معه في الغرفة يأتيني ركضا من داخل المدرسة للسيارة مندفعا اندفاعا غريب خفت منه فهل تتوقعوا لماذا جاء يركض؟
إنه يريد أن يحمل حقائبي للغرفة. يا للهول لماذا يريد حمل حقائبي؟ هل يعرفني حاولت ان امنعه و أنا في شدة الخجل، ولكنه أصر قائلا لا لا أرجوك ؟؟؟

من هذا الشاب الطيب ولماذا يفعل هذا الشيء معي ؟

صعدت الى الغرفة معه ورحب بي كثيرا بركعاته التي أحرجتني وضايقتني فلا نركع إلا لله، فحاولت ان أمنعه وأقول له لا تركع حرام لا تركع أرجوك ولكن لم أستطع الشرح.

نزلت الى الساحة التي يتجمع بها الجميع ففوجئت بملاحظة غريب ان كل جنسية أو ناطقو لغة يجلسون سوية. اليابانيون في مكان، الكوريون في مكان، الأسبان، العرب.

فجلست مع العرب وكانوا ثلاثة شباب سعوديون ومن عوائل مرموقة ومعروفة جدا في السعودية وائل وسليمان وتركي وهم العرب الوحيدون في سكن المدرسة وكانت أعمارهم صغيرة لا تتجاوز العشرون ماعدا سليمان حوالي أربع وعشرون والغريب أنهم لا يحتكون بأحد تعرفت عليهم ورحبوا بي ترحيبا كبيرا وعزموني على العشاء ثم عدنا وسهرنا الى الثانية صباحا كعاداتنا العرب طبعا ثم نمنا.

بدأت أتأقلم على جو المدرسة فهو أفضل ألف مرة من بيت ديراكولا ، ولكني لاحظت أمر ملفت للانتباه أثناء الدراسة اليومية وهي ما أن تأتي سيرة العرب والمسلمون في أي درس إلا وكان زواج الأربعة وعدم أكل الخنزير وغطاء المرأة وحجابها هي نقاط التعليق الأساسية من الجميع، ويقولنها وهم يضحكون وكأنها أمور غريبة ومخجلة ، لكني لا أعرف ماذا أقول فلا أستطيع الكلام والشرح فأسكت . وبعد كثرة التعليقات المتكررة من درس الى درس وأنا ساكت أصبحت أمازحهم، نعم نحن نتزوج أربعة نحن محظوظون انتم فقط واحدة انتم مساكين فأضحك ويضحكون . صدقوني لم تكن ملاحظاتهم علينا بنية الاستهزاء إنما هي ملاحظات لا يفهمونها ولا نحن نفهمها بالتفصيل فهي حاصلة ولكن كثيرا منا متقبلها وينفذها لأنها مشرعة في الدين ونحن جميعا مسلمون ونثق بأن الدين يشرع لنا كل صحيح ولكن هم ليسوا مسلمون ولا يفهمون الإسلام ولا يعرفون لماذا نحن مسلمون. وصدقوني كثيرا منا لا يعرف الإجابة على أسئلتهم وكي تقنعهم بأن يتقبلوا وجهة نظر الإسلام إذا فعليك أن تقنعهم بالإسلام في حد ذاته أنه هو الدين الحق.

استمرت حياتي في المدرسة ولكن ممارسة اللغة تنتهي بانتهاء الدروس ثم نبدأ نحن العرب بالانفصال والتحدث بالعربية طوال اليوم فكيف لي أن أكسر حاجز التعارف خارج القاعة.

كان في القاعة فتاة جميلة جدا من كولومبيا اسمها ازمريلدا كانت دائما ما تتحدث لي ولصديقي البرازيلي فاندرليه الذي كان معي في السيارة ومعه الياباني يوشي في أول يوم لي في المدرسة.

بكل صراحة كنت اعتقد أننا نحن العرب فقط المشغوفين على البنات فعندما نرى فتاة جميلة تنبض قلوبنا الضعيفة. ولكني اكتشفت أن الدنيا كلها هكذا فكان فاندرلية الشاب الحبوب جدا والجاد جدا والذي كان يكبرني بخمس سنوات يغمز لي على الفتاه ويأشر بأنها جميلة جدا وجذابة ، ليس هو فحسب حتى الآخرون من الشباب بدأوا بمزاحي لاعتقادهم بأن ازمريلدا صديقتي أو فتاتي على حد اعتقادهم مع العلم بأنها متزوجة ولم يكن بيني وبينها إلا الكلام العادي جدا ( لا أنكر بأني لم أعجب بها كفتاة جميلة ولكنها كانت طبيعية وتحب زوجها الذي اكتشفت لاحقا أنه يهودي الديانة والغريبة أن الآخرون من طلاب المدرسة بمختلف جنسياتهم لا يصدقون أننا مجرد زميلين).

أمر غريب حقا هل نحن في السعودية او في مصر او سوريا نحن في أمريكا وهؤلاء من اسبانيا وكولومبيا ونيكاراجوا والبرازيل و و و. اذا أين حقوق المرأة وتميز المرأة، وعندما تمنع أختك او ابنتك في دولة عربية وأخص الخليج والسعودية تحديداً من العمل المختلط خوفا على سمعتها ترى الدنيا تقوم ولا تقعد، أنت جاهل ومتخلف وبدائي و و و انظر الى الغرب. هههههههه هاهو الغرب وهذه عينه منه . ما علينا المهم بدأت وبسبب الجميلة ازمريلدا التي يشهد الله ان علاقتي بها كانت عادية جدا أكوّن علاقات أخرى مع الآخرين الى ان انتهى الشهر الأول. فكل شهر جديد مرحلة دراسية جديدة يأتي طلاب جدد ويكتفي بعض الطلاب بما درسوه ويغادروا.

ما زلت أنا وازمريلدا وفاندرليه ويوشي ومكيكو وماسايا و سوكيم ومجموعة أخرى في نفس القاعة ولكن في المرحلة الجديدة بعد نجاحنا في المرحلة الأولى. وانظم الينا بعض الطلاب الجدد وانظم إجمالاً طلابٌ آخرون على المدرسة وكان من ضمنهم طالبة كوريه تدعى (ها يونج لي ) نعم هذه أسماء الكوريون غالبا مكونه من ثلاثة كلمات فقط. كانت ها يونج لي فتاة جميلة تحمل رسمات الشرق الأسيوي الناعمة الرقيقة وتشبه الممثلات الكوريات واليابانيات فكانت مميزه وملفتة كما أنها كانت ضحوكة ومزوحة جدا ولكنها كانت في مستوى أعلى مني فلغتها أفضل من لغتي.

غادر زميلي في الغرفة الشاب الكوري بنهاية الشهر الأول وترك لي ذكرى مفاجأتين لا أنساهما ، الاولى التي رويتها عليكم سابقا بحمله لحقيبتي، والثانية عندما دخلت كي أصلي في الغرفة فوجدت دمية على شكل خنزير- قد ربحها في رحلة مدينة الملاهي التي ذهبنا لها في إحدى عطلات نهاية الأسبوع - أمامي وباتجاه القبلة بين السريرين فطلبت منه ان يبعدها عن وجهي كي أصلي وكانت أول مرة تصادف أن أصلي وهو في الغرفة فقام على الفور بإبعادها وبدأت صلاتي وفوجئت بعد انتهاء الصلاة بأن هذا الشاب الكوري الرياضي حامل الحزام الأسود ومدرب للتايكواندو في بلاده منكمش فوق سريرة يرتعد ويرتجف خوفا فسألته ماذا بك فحاول ان يشرح لي بعد ما سألني ماذا كنت تفعل فقلت له أُصلي فقال شعرت وأنت تفعل ما تفعله بأنه أمر عظيم وكبير جدا جدا وهتزت مشاعري حقا انه أمر كبير فتعجبت منه كثيرا ولكنه الآن في بلاده وأسأل الله العلي القدير ان كان كتب لهذا الشاب الهداية أن لا يحرمني أجره ( ملاحظة كان الشاب بوذي ).

سكن معي في الغرفة فاندرليه الصديق الحبوب الذي كان يعاملني كابنه فكنت دائما أفاجئ بأني أستيقظ من نومي في الليل وأجدني وقد غرقت عرقا من كثرة الأغطية التي كان يغطيني بها أثناء نومي بعد إغلاقه للتكييف فأسأله لماذا يافندرليه فيقول رأيتك بردانا ولم أستطع أن أنام قبل أن أغطيك جيدا ، يا لهذه الشعوب الطيبة الحنونة التي بداخلها براءة ورحمة كبيرة نحن فعلا نجهلها عنهم . وفي أثناء إحدى الدروس وأمام الطلاب ومعلمتي المفضلة شنتال هيرمان - التي فعلا كنت أعزها معزة كبيره رغم كرهها الكبير للعرب والمسلمون – بأن لي أباً في المدرسة انه فاندرليه ( بابي ) وشرحت لهم السبب ثم انتشرت في المدرسة فلا أقول له سوى بابي، وفي أحدى مرات كان فاندرليه يجلس في الساحة الخارجية وخرجت له من الشرفة في الطابق الثاني وناديت عليه بابي دادي على سبيل المزاح كالعادة وبرغم انزعاجه من تكبير سنه بقولي له بابي الا انه لا يملك نفسه من الضحك ويتجاوب معي بقوله نعم يابني ولكن سمعتني الجميلة نتاشا البنامية حبيبة الشاب اخليجي من الامارات عتيق فقالت اذا انا سأصبح أبنتك وفاندرليه سيصبح جدي فقبلت على الفور. ومن هنا بدأت عائلتي تتكون وتكبر ومن مختلف الجنسيات الى أن أصبح لي عائلة كبيرة جدا اختين من اليابان وأخ من السعودية ( وائل) وأب برازيلي وجد برازيلي اسمه ماريو وسبعة بنات من بنما ( نتاشا و بيلار) ومن نيكاراجوا ( كلاوديا ) ومن السلفادور ( ماريا) والكورية ( ها يونج لي و سو كيم ) ومن ألمانيا ( بتريسيا ) وابنان من كوري ( جين ) وسنغالي مسلم لاعب كرة السلة في كلية الملكات التي كان معهدنا في حرمها الجامعي واسمه (سوسي) ( سوسي كان عملاقا جدا وكان في البداية يناديني ملك فهد لاني من السعودية وبعد ما انظم الى عائلتي اصبح يقول لي بابي وما اجملها ان يكون لك طفل عندما تقف بجانبه تصل الى حوضه ) وأخيرا( ماكيكو) من اليابان التي أبت إلا ان تتحمل المسئولية معي وتكون أم لهؤلاء الأطفال. ظَهرت الآن وعُرفت وبشكل كبير عائلة فهد التي توجد صورها في كل مكان في الحرم الجامعي وعلى احدى اصدارات الجامعة الشهرية)

اعلم أنكم تفكرون في شانتال هيرمان مدرستي التي تكره العرب لماذا كنت أفضلها؟ والسبب بكل بساطة أنها أصبحت تحبهم وتفضلهم على كافة الطلاب والجنسيات فسبب كرهها كان بسبب طالب مسكين ملتزم ولكنه اخطأ في التصرف ولم يكن لينا معها يوم تخرجه وأثناء تسليمها الشهادة له حيث عانقته من حبها له كأي معلمة تعانق طلابها في الغرب فانفعل ودفعها بقوة الى الأرض وقال لها حرام لا تفعلي هذا ( بارك الله فيه وجزاه كل خير على ما فعله ولكن كان يحتاج الى أسلوب أفضل من هذا الأسلوب القاصي الذي لا ولن يفهموه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى الأعرابي يتبول في المسجد منع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من أذيته الى ان انتهى فعلمه بهدوء ولم يدفعه أو يضربه. وأعتقد ان عناق فتاة رغم حرمته ليس بأكبر من التبول في بيت من بيوت الله لكن صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حين قال ( الدين المعاملة ).

صراحه قصه روعه
احسنت الاختيار باحثه عن وطن
سجليني مع متابعين قصتك
بانتظار التكمله

القصة أكثر من رائعة وانا اتابعها بكل اهتمام الرجاء الا تتأخري في عرض الباقي للاستفادة من ها الموضوع ولك خالص الشكر

هذا الجزء روعه
الجميل في القصه ان الإثاره والحماس فيها يزيد في كل جزء عن سابقه
وصراحه انا متحمسه كثير للجزء التالي
فياريت تعجلي بتنزيله يا باحثه

عزيزاتي ورقه بيضاء و الملاك الابيض و سجود
آسفه جدا على تأخري في تنزيل باقي القصه ولكن هي ظروف مؤقته ستمر قريبا لاكمل ما بدأت
واشكركن على المتابعه الجميله منكن

الحلقة الخامسة:

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم استطيع أن أقول بأن الحاجز الذي كان بين طلاب المدرسة قد زال، فهذه العائلة الجميلة متعددة الجنسيات والمذاهب والمعتقدات أصبحت تملك اندماجا غريبا من نوعه بمرور الأيام، فعند اجتماعهم في فناء المدرسة أو في غرفة التلفاز أو المطعم أو النادي الصحي أو أي مكان ستجد طلاب من جنسيات مختلفة في أحاديث متفرقة للتعارف والتقرب أكثر وأكثر، لا بل وأصبحوا يشاركون بعضهم البعض في مشاكلهم الخاصة فقد أصبحنا عائلة واحدة بالفعل، فلا ننادي على بعضنا البعض ألا بصلة القرابة بين كل شخص والأخر فلا ينادونني أبنائي وبناتي إلا بأبي، وينادون على بعضهم البعض بأخي وأختي وعمتي وجدي وهكذا ، فكم من مرة اجلس مع إحدى بناتي لأناقشها في حل مشكلة من مشاكلها الخاصة، أو أجلس مع أبي البرازيلي ليفضفض لي بمشاكله أو أفكاره وهكذا بين كل أطراف العائلة، ما أثار الدهشة بين أعضاء هيئة التدريس في هذه المدرسة لا بل وفي الجامعة كلها، فكما ذكرت سابقا كتبوا عنا حتى في مجلة الجامعة وصورونا ووضعوا صورنا.

وزاد الأمر دهشة عند المدرسين سرعة تعلم اللغة، لا بل وظهرت لنا لغة خاصة نفهمها وان كان فيها الكثير من الأخطاء اللغوية في اللغة الانجليزية ، ففي بعض الأحيان تسأل المعلمة في الفصل سؤال بلغتها الصحيحة ولا يفهمه الطالب أو الطالبة فيقوم طالب أخر منا بطرح نفس السؤال بطريقة خاطئة لغويا فيفهمه الطالب الذي وجه السؤال له، مما يثير الدهشة على وجه المعلمة فتضحك وتقول هذا جيد، المهم أنكم تكسرون حاجز الخوف وتمارسون اللغة بأي شكل ونحن كفيلون بتصحيحها.

قررت المدرسة القيام برحلة إلى شاطئ ( شارليستون بيتش ) مقابل تجميع خمسون دولار من كل طالب وطالبة، فرفض الجميع وألغيت الرحلة. بعدها فكرنا نحن كعائلة في القيام بنفس الرحلة سوية، فوافق الجميع فكل واحد منا وضع خمسون دولار وأجرنا باص وشرينا خارطة، فنحن لا نعلم الطريق ولكن نثق في بعضنا البعض كثيرا فقمنا بالرحلة، واكتشفنا ان الغرف والشاليهات في الفنادق التي تطل على الشاطئ غالية الثمن، فقررنا أن نسكن جميعا في شاليه واحد مطل على البحر وليوم واحد فقط، وفعلا سجلت الشاليه باسمي وأدخلتهم اثنان اثنان إلى أن اكتملنا أربعة عشر شخص فأبي البرازيلي فاندرليه قد سافر عائدا إلى بلاده وانتقل للسكن معي أخي وصديقي وائل. المهم كنا خليط من الشباب والبنات ولكن شرطت عليهم شرط، ان ينام البنات على السرير وعلى الجزء الأيمن منه وننام نحن الشباب على الجزء الأيسر وأسفل السرير وقلت لهم عفوا أباكم عربي وهذه عاداتنا وانتم أبنائي يجب أن أربيكم على نفس العادات والتقاليد فضحكوا وأعجبوا بالفكرة ونفذوها ولكن فعليا لم ينم احد فالكل يريد أن يخرج على البحر ليستأنس بجمال منظره ونور القمر المرسوم على صفحته ويستمتع بأنغام أمواجه الشديدة التي ترتجف على ساحلة فخرج كل اثنين او ثلاثة من جهة وخرجت معي ها يونج لي الفتاة الكورية.

بدأت ها يونج لي تعبر لي عن إعجابها بتقاليد العرب وعاداتهم المقاربة لعاداتهم وتقاليدهم قائلة: ألاحظ فيكم أيها العرب أشياء كثيرة جميلة تذكرني بكوريا، فنحن في كوريا لا توجد عندنا علاقات خاصة بين الشباب والبنات فيما عدا البوي فرند المعروف من قبل الأهل، والذي سيتزوجني ففي كوريا كما عندكم العرب نحن في معظم الأحيان عوائل معروفة، ولا نتزوج إلا من بعضنا البعض، فابنة فلان لابن فلان ويكون هذا في غالب الأمر محدد منذ وقت مبكر، وهو يعتبر في مثابة الخطيب ويبقى الزواج مع العلم انه لا يعاشر خطيبته او حبيبته الا بعد الزواج منها. اما الغرب فيعاشرون الحبيب الأول والثاني والثالث دون زواج، فقلت لها: نعم هذه عاداتنا وهذا ديننا الذي يأمرنا بهذا، فقالت نحن أيضا ديننا يأمرنا بالأخلاق ( ملاحظة كانت ها يونج لي بوذية ) فلم أعلق.

ثم قالت المرأة عندنا يجب أن ترتدي لباسا ساترا وليس شديد الخلاعة مثل الغرب، وكانت عبر التاريخ ترتدي ملابس مقاربة لملابسكم تقصد الحجاب الكامل، ولكنها الآن ترتدي لباسا متطورا، ولكن اعتقد أنكم ما زلتم تلزمون المرأة بنفس الباس القديم، فقلت الأمر عندنا مختلف فعندنا من يلبس لباسا من احدث الانواع والماركات في العالم، فنحن شعوب نحب الجمال والتطور ولكن بما لا يتنافى مع ديننا، فبناتنا يلبسن كل ما يردن ولكن في الأماكن المناسبة كالتجمعات النسائية، ولكن أمام الرجل ترتدي كل ما هو جميل وأنيق ولكن بالحجاب المناسب الساتر، وهذا أيضا يعتمد على مدى الصلة به، فتلبس أمام زوجها ما تشاء وأمام أخوها وأبوها ما يستر ولكن دون حجاب، وأما الآخرون تلبس أمامهم كل جميل ساتر بالحجاب، وقد لا تكشف حتى وجهها اقتداء بأمر الله عليها، فكلما كانت ملتزمة وتحب ان تطيع الله، ترتدي ما يحبه الله بحسب مفهومها، قالت كلام جميل ومثير فعلا ولكن نحن الكوريون قريبون منكم لحد ما فانا لا ارتدي بعض الملابس إلا أمام البوي فرند ( خطيبي ) اما في الشارع البس ملابس أكثر سترة فقلت جميل أن تلتزمي بعاداتك وتقاليدك حتى وأنتي في أمريكا وبعيدة عن اهلك.

عدنا إلى المدرسة بعد قضاء يوم جميل ورائع على الشاطئ، وبدأ الفصل الدراسي الجديد والعلاقة تكبر أكثر فأكثر بين أفراد العائلة، ولن أنسى ليلة العودة من الرحلة ما قامت به ماكيكو ( أم الأولاد أو زوجتي في العائلة ) وحبيبها الذي بدأت بعلاقة معه في تلك الرحلة، عندما سهرا إلى الصباح وهم يقصقصان الأوراق ويلصقانها على السيارة الكبيرة التي استأجرتها، ليكتبان عليها اسمي كتعبير لحبهما وامتنانهما لي بالرحلة التي أخذتهم عليها، كم هم شعوب رقيقة وحساسة وجميلة يقدرون ما تقدمه لهم مهما كان بسيط.

هذه صورة السيارة وهما بجانبها ولكني صورتها من الصورة الكرت التي اهدياني إياها بالجوال فهي فليست بذاك الوضوح فاعذروني:
تم تصغير الصوره ,لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي أضغط هنا.



نتاشا وبيلار وكلاوديا تعلقا بي كثيرا فأصبحوا يقولون لي كم نتمنى أن تكون أبانا فعلا وأن نكون أخوات. فكانت كل واحدة منهن تأتيني بمشاكلها الخاصة وعلاقاتها العاطفية وأصبحن يناقشنني في أدق تفاصيل حياتهن فنتاشا التي برغم حبها للتعارف على الآخرين حتى أنا في أول أيام دخولي المدرسة، إلا أنها كانت تحاول الابتعاد عني كوني سعودي الجنسية وذالك وعلى حد قولها أن حبيبها الشاب الإماراتي كان يحذرها من السعوديون الذين يسكنون معها في نفس المدرسة بحجة أننا نسيء معاملة المرأة في بلادنا ( هداه الله فقد كان في تلك الأثناء هو وعبد المحسن الشاب القطري المثقف جدا ذو الأخلاق العالية الذي كان يسكن معه في نفس المنزل، وفهد الأمير القطري الحبوب جدا خفيف الظل الذي لا يوجد أحد في المدرسة لا يحبه، وناصر الشاب القطري أيضا والطيب القلب ذو الابتسامة الطفولية هم أهلنا في هذه الغربة انا وسليمان وتركي ووائل من السعودية فكم قضينا أوقات جميلة سوية وكم أكرمونا بكرم العرب المعروف لدى الجميع عن أهالي هذه البلاد الطيبة، لكني أعتقد انه كان يقول هذا خوفا عليها كوننا نسكن معها في نفس السكن فكان يحبها فعلا ويريد الزواج منها ) ولكنها أفصحت لي بهذا بعدما تعرفت علينا جيدا، بل وأعجبت بأخلاقنا وحسن تعاملنا مع الجميع والحمد لله، فأصبحت هي وبيلار وكلاوديا يسألنني عن سبب أننا لم نكون علاقة خاصة بأي فتاة، ولماذا لا نشرب الخمر، حتى حبيبها كان ولله الحمد لا يشرب، وبصراحة كافة الشباب العرب المسلمون لم يشربوا الخمر في هذه المدرسة ولله الحمد، فهذا الأمر كان ملفت للانتباه بالنسبة لهن، فلماذا نتبع الدين بهذا الشكل بل وكانت بيلار تحاول ان تمازح تركي الشاب شديد الأدب والخجل والذي كان قد رحل عائدا إلى بلاده في تلك الأثناء بأن تتأمل في عينيه أو أن تعبر له بتلميحاتها كي يعلم أنها معجبة به، وكان هو شديد الصد لها، بل وكان يغضب فهو شاب صغير السن ومربى تربية طيبة وفقه الله فكنت دائما أوضح أن هذا شأن الدين الذي علمنا ما نفعل ومالا نفعل.

وفي إحدى الجلسات زاد النقاش حول مسألة الصلاة فمنهن من تذكرت العام السابق أثناء شهر رمضان الكريم، وكيف كان الشباب المسلمون يصلون التهجد لفترة طويلة أثناء الليل في جماعة بغرفة التلفزيون، وكيف كانوا يمتنعون عن الأكل طوال النهار ثم يأكلون سوية عند الغروب، ما لفت انتباه ها يونج لي مرة أخرى فسألت عن كيفية صلاة التهجد، فشرحنها لها، فقالت كعادتها نعم نحن البوذيون نصلي لفترات طويلة أيضا، هنا انفجرت عليها فلم أعد أقبل بان تقارن الدين الإسلامي الحنيف بمذهب وثني كالبوذية، فقلت لها عفوا أنتي لا تملكين دين، انه مجرد فكر ومذهب لبوذا وضعه للحياة وليس اله خالق تؤمنون به وضع منهجية في الدنيا تساعدكم على العودة للحياة الأخرى الأبدية، فغضبت وقالت بل نحن نؤمن بأن للشخص حياة أخرى، قلت متى؟ قالت يموت ثم يبعث مرة أخرى، فقلت وما الفائدة هل يحاسب فيدخل الجنة أو النار؟ قالت لا إنما يموت جسده وتنتقل روحة لشخص أخر، فإن كان في المرة الأولى إنسان جيد ليس شخصا مؤذيا ستبعث روحه في شخص جميل غني، وان كان لا فتبعث روحه في شخص فقير أو مريض أو مثل هذا. هنا تذكرت الكتاب ( الذين سألوا أين الله ) وتذكرت كيف يجب أن نفكر في الرد على مثل هذه النقاشات، فقلت لها فلنفرض وأنتي تعلمين جيدا أن الناس في السابق كانوا أقل بكثير منهم في الحاضر من حيث العدد، فلو كان في بداية الدنيا عشرة أشخاص مثلا ثم ماتوا فستذهب أرواحهم إلى عشرة آخرين فمنهم السعيد ومنهم الشقي اليس كذلك قالت نعم، قلت إذا ماذا عن العدد من الناس الذين زادوا بازدياد التعداد في العالم بعد ذالك؟ فليكون التعداد زاد وأصبح خمسة عشر هنا العشرة انتقلت أرواحهم إلى عشرة جدد فمن أين أتت أرواح الخمسة الآخرين ؟ وقبل كل هذا من خلق أرواح العشرة الأوائل ؟

نظرت لي نظرة قوية فيها صمت وتعجب ثم تركتنا وذهبت.

فعلق الآخرون وهم نصارى وليسوا بوذيون، مساكين هؤلاء البوذيون لا يعرفون أن هناك خالق، فقلت لهم نعم إنهم مساكين فنحن أصحاب الديانات السماوية نؤمن باله واحد، فقالوا كيف؟ إلهنا غير إلهكم. فأنتم تؤمنون ب الله ونحن نؤمن بعيسى والأب والروح القدس فأجبت عليهم بإجابة نزلت عليهم كالصاعقة...

سجود ورقه بيضاء شاكره لكما متابعتكما للقصه
واتاسف اسف شديد بسبب التاخير الحاصل