نبذة عن الدبابة البشرية مايك تايسون
ولد تايسون عام
1966 في الثلاثين من شهر يونيو، وبدأت شهرته عندما أحرز بطولة العالم
للوزن الثقيل عام 1985، لتتوالي انتصاراته بعد ذلك التاريخ، حيث استطاع
تايسون أن يمتلك سجلاً غنياً يضم 50 فوزاً منها 44 بالضربة القاضية إضافة
إلى مباراتين لم تحسما، محققاً 37 فوزا متتالياً منذ إحراز بطولة العالم
1985، وحتى عام 1990.
لقبته وسائل الإعلام بالعديد من الألقاب مثل (المشاغب) و(ثور الحلبة)
و(البلدوزر) و( الجبار)، إذ كانت رحلته مع الملاكمة شاقة، لعبت فيها
الخصومات القضائية والسجن وتعاطي المخدرات وقصة إسلامه، دوراً في هبوط نجم
تايسون، وكانت المباراة الثامنة والثلاثين له والتي انهزم فيها أمام
الملاكم جيمس دوجلاس في عام 1990 هي بداية الانحدار في مستواه.
ثم جاء التحول الأكبر في حياة تايسون، عندما حُكِم عليه بالسجن لمدة ست
سنوات بسبب إدانته في جريمة اغتصاب إحدى ملكات الجمال السود بالولايات
المتحدة الأميركية ليدخل تايسون السجن لمدة ثلاث سنوات وهي نصف مدة
العقوبة التي حُوكم بها.
كان سجن تايسون بمثابة الصدمة لكل محبي الملاكمة ليس في الولايات المتحدة
فقط، بل في العالم أجمع، ويكفي أن نسمع قول سيث أبراهام رئيس قطاع الرياضة
في شركة "تايم ورنر" الإعلامية الأمريكية تعليقا علي سجن تايسون:
(كان يوم 26 مارس عام 1992- اليوم الذي بدأ فيه تايسون تنفيذ عقوبة السجن
- يوما اسوداً في تاريخ الملاكمة الأميركية؛ لأنها (أي الملاكمة) دخلت في
بيات شتوي بسبب غياب تايسون عن حلباتها )، إلى جانب شهادة العديد من خبراء
اللعبة بأن بطولات الملاكمة في غياب تايسون طوال ثلاث سنوات كانت تبعث على
الملل والضجر وافتقدت للإثارة والتشويق.
قضى البطل مدة عقوبته حبيساً في سجن إنديانا للشباب، هذا السجن الذي شهد
تحول تايسون عن المسيحية واعتناق الإسلام، حيث وجد في خلوة السجن فرصة
سانحة في مراجعة مسار حياته داخل حلبة الملاكمة وخارجها، فصمم بعد دراسته
للإسلام على أن هذا الدين هو الذي سيساعده على تجاوز كل مشكلاته في
الحياة.
اختار مايك تايسون بعد اعتناقه الإسلام اسماً جديداً لنفسه، وهو مالك عبد
العزيز، باعتبار أن اسم مالك هو الاسم الإسلامي المقابل لاسم مايك، ورغم
نجاحه في تغيير دينه، إلا أنه لم ينجح في تغيير اسمه، إذ ظلت وسائل
الإعلام المختلفة تناديه بمايك تايسون، حيث كان إسلام تايسون بالنسبة
لوسائل الإعلام الأميركية المختلفة له نفس صدى إسلام محمد علي كلاي في
الستينيات.
ومن وقتها لاحظ كثيرون كيف أصبح تايسون حنوناً وأكثر تواضعاً واحتراما بعد
اعتناقه الإسلام ، فقد أخذ على نفسه عهداً بالحفاظ على الصلوات الخمس
والالتزام بأوامر الله ونواهيه ليكون مسلما صادقا في إيمانه ومخلصا في
إسلامه ومطيعا لربه، راجياً رضاه ومغفرته.
العودة
في عام 1995، خرج تايسون من السجن ليعيد تنظيم معسكره من جديد فعين مدربا
ومتعهداً وفريق عمل جديد، معللاً ذلك بأنه يريد أن يبدأ حياته من جديد،
كانت في انتظاره مبالغ طائلة نظير أداء المباريات وحقوق البث التلفزيوني،
فبدأت عجلة الملاكمة والحظ في الدوران من جديد بعد توقف استمر ثلاث سنوات
كانت فيها حلبات الملاكمة في انتظاره، عاد تايسون إلى حلبة الملاكمة
ومنازلة الخصوم، وبدأت تطل من جديد تصرفاته الطائشة الجنونية التي حسب
الجميع أن فترة السجن قد نزعت عنه الطيش والتهور، وجعلته اكثر اتزاناً
وتعقلاً.
بعد إطلاق سراحه استعاد تايسون نسختي WBA و WBC وهو اللقب الموحد السابق،
لكنه لم يتمكن من تحقيق النتائج التي حققها قبل السجن، ومنذ ذلك الحين
انخفض مستواه بل سئم محبيه مثوله المتكرر أمام المحاكم بسبب الديون، كما
توالت هزائم البطل المشاغب
أما سقطته التي هوت به من عرش الملاكمة وأفقدته شعبيته وهيبته، كانت في
الثامن والعشرين من يونيو من عام 1997م حينما قضم تايسون جزء من أذن غريمه
في حلبة الملاكمة ايفاندر هوليفيلد في بطولة اللقب العالمي للملاكمة، وتم
إنهاء الجولة وفقد تايسون تلك المباراة باعتباره مهزوماً، مع توقيع عقوبات
أخرى عليه.
وعقب تلك الفضيحة الرياضية، لعب تايسون عدة مباريات كان يهدف من خلالها
سداد ديونه التي ذكرت التقارير أنها تبلغ 22 مليون دولار، إلى أن جاءت
خسارته أمام منافسه لينوكس لويس عام 2002 في المباراة التي أقيمت بينهما
على اللقب العالمي للوزن الثقيل الموحد وخسرها في جولتها الثامنة، ثم جاءت
خسارته أمام الملاكم البريطاني داني وليامز في عام 2004 بالضربة القاضية
في الجولة الرابعة من المباراة.
مع حلول منتصف عام 2005، جاء المشهد الأخير لهذا البطل قبل أيام قليلة من
احتفاله بعيد ميلاده التاسع والثلاثين، وذلك بعدما لقي خسارته السادسة منذ
بداية مسيرته والثالثة في السنوات الأربع الأخيرة على يد منافسه الأيرلندي
كيفين ماكبرايد في واشنطن بعد أن انسحب تايسون في الجولة السابعة، وتم
إعلان فوز ماكبرايد بالضربة القاضية، ورغم تفوق تايسون في نقاط المباراة
لكن الحكم قام بخصم نقطتين من رصيده بسبب عنفه غير المبرر أثناء المباراة،
والذي أسفر عن حدوث جرح عميق أسفل عين ماكبرايد اليسرى.
مع ضربة ماكبرايد القاضية، وقف تايسون ليعلن اعتزاله حلبة الملاكمة
نهائياً مودعاً إياها بكلمات يملؤها الآسي: (هذه هي النهاية، لم أعد راغبا
في الملاكمة، لا يمكنني الاستمرار أكثر من ذلك، لا يمكنني أن أكذب على
نفسي.. لم أعد أملك مؤهلات القتال، لا أريد أن أقلل من احترام الرياضة
التي أحبها، لا أريد أن أكذب على نفسي ولا الوقوف عائقاً في وجه هذه
الرياضة، أقول ببساطة لقد انتهى كل شيء