هل جفّ ينبوعُ الغزلْ؟
وذوى سحرُ الثنايا
والمُقلْ؟
وغدا الوردُ صريماً
يابساً
وطيورُ الدوحِ خرساءَ
الزجلْ؟
أينَ ترنيماتُكَ الوَلْهى
لِمنْ
في هواها احتدّ وامتدّ
الجدلْ؟
جيدُها، طلعتُها، مِشيتُها
صوتُها الحلوِ كشلالِ
عسلْ
أينَ ما طوّقتَها
يوماً به
من رياحينَ وطاقاتِ
قُبَلْ؟
أينَ بثُّ الوجدِ واللوعةِ في
زفراتٍ لاهباتٍ
كالشّعلْ؟
وقوافٍ أطربتْ أهلَ
الهوى
وجرتْ ـ من رقةٍ ـ
مجرى المثلْ
هل غزا الشيبُ فؤاداً
شاعراً
مثلما أوغلَ في الشعرِ،
وغلْ؟
هل لبستَ الصوفَ زهداً
وتُقًى
وغدا الذئبُ صديقاً
للحملْ؟
****
قلتُ:
لا ذئبَ ولا حملانَ في
غزلي العذريِّ بل
وردٌ وطلّ
لم يزلْ قلبي برغمِ الشيبِ في
لِمّتي،
غِرًّا خفيفاً، لم يزلْ
تتصبّاهُ النسيماتُ إذا
نفحتْ من دار سعدى
في عجلْ
إنما أصبح يخفي شجوَهُ
ولعلّ الأمرَ من
بابِ الخجلْ
أَوَلا يخجلُ من وصفِ اللّمى
مَن يرى غزة عطشى،
تُستذلْ
أَوَلا يخجلُ مَن بثّ
الجوى
مَنْ يرى أسداً براها
المعتقلْ
أَوَلا يخجلُ من شعرِ
الهوى
مَن يرى طفلاً تغشّاهُ
الوجلْ
هدموا مسكنَه وارتفعتْ
حولَهُ الأنقاضُ تعلو
كالجبلْ
أسرٌ كاملةٌ لم تدرِ ما
قد أتاها حين وافاها
الأجلْ
لا تسلْ عن شِلْوِ أختٍ
وأخٍ
ودماءٍ لطّختْ وجهَ
الدولْ
كمْ وعشرون؟ كثيرٌ عدُّهمْ
وقليلٌ وزنُهم لا بلْ
أقلْ
مَن يرى في بيتِ حانونَ النسا
هل يرى فيفي وزيزي
وأملْ؟
أم يرى أسماءَ والخنساءَ من
سالفِ العهدِ، يحرّرْنَ
البطلْ؟
****
يا فلسطينُ لكِ المجدُ
فتى
ولنا الذلُّ تنامى
واكتهلْ
يا فلسطينُ لكِ النصرُ
غداً
ولنا الشعرُ